إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الأحد، 14 سبتمبر 2008

اعمال صديقة ... علي غرار النيران الصديقة ... (( شهادة وفاة )) للصديق محمد الدسوقي ..

قبل كل شئ دعوني اخبركم عن قصة صغيرة ..
قصة مدونة اسمها اوراق الخريف ..
هنا في هذه المدونة ارتاح بشدة ... اجد فيها بيت لي لم اجده علي ارض الواقع ... بيت ملئ بالشجن .. بغضب علي الواقع ... بيت يحمل كل ما بداخلي .. فأنا لا أنكر ان بداخلي شجن و حزن اري اني لم انجح في إخراجه حتي الأن إلا عبر هذه المدونة ... حالة خاصة بي تغمرني طوال الوقت .. و بالتالي كان قلبي يميل للاغاني التي تميل إلي الشجن ... الأفلام التي تتعمق في معاني الفرح و الحزن و الأحاسيس ... المقالات التي تلخص حالنا و حال الناس و الدوائر المفرغة التي ندور فيها و كئوس العذاب التي نتذوقها جميعا جرعة جرعة ...
بالتالي عندما أقرء قصة ما ... لا مجرد انها اعجبتني ... بل اخرجت شئ كبير من صدري .. من نفسي ... شعرت ان لساني معها يتدحث و يرويها سطرا بعد سطر ... استأذنت من صديقي محمد الدسوقي ان اقتبس منه هذا العمل و انا اخبره ان مكانه هنا في مدونتي لأنه يتحدث عني و يخرج مما بداخلي ... قصة شهادة وفاة التي لم يقرئها أحد إلا و اعجب بها و خلع القبعة احتراما لها و لكاتبها ...
هنا اضعها و انا اقول لمحمد الدسوقي ... انت تحدثت بلساني ... انت قلت و اخرجت حالة و احساس من الأحسايس التي اتحدث عنها في هذه المدونة ... اخرجت حالة و احساس من داخلي ...







(( شهادة وفاة ))



في غيامة الرؤية التي أحاطت بعقلي حينما لا مست قدماي رصيف الشارع كان قناع من جمود يكسو كل ملامحي وقد حجب المشهد أمامي غلالة جاهدت كي أزيحها عن عينيي وأنا أحاول أن أتغلب على هذا الزحام الذي احتشد أمام منزل في بداية المنعطف الصغير حتى أني لم أشعر بذلك الشخص الذي اندفع نحوي كالسهم حاملاً عني الحقيبة ولسانه يردد عبارات لم أتبينها ولم ألق ِ لها بالاً وإن كانت لا تبعد كثيرا عن (عنك أنت يا بيه) التي اعتدتها كثيراً بينما عني آخر بغلق باب السيارة التي هبطت منها للتو ... صوت واحد تردد في فراغ رأسي كما يترد الصدى في الحجرة الواسعة كان عامل الصحة الذي يدعي الحذق ويعشق الظهور والذي اندفع نحوي بدوره ثم راح يتقدمني بخطوات ضيقة موليا جانبه للزحام بينما راح يفسح أمامي نهر البشر وهو يميل نحوي قائلاً:
ـ " عاوزين نخلص إجراءاتنا بسرعة يا باشا .."
ثم أتبع برجاء مصطنع:
ـ " ربنا يكرمك يا بيه أنت عارف إن عم مجاهد الله يرحمه ماكانش له حد غيرنا "
لا أدري لماذا شعرت بهذا الكم من الضيق على الرغم من أنها ليست المرة الأولى لذلك وأني لم أظهر له ذلك الشعور من قبل كل ما فعلت أن أومأت برأسي بلا معنى ولا ريب عندي أنه قد فهم في ذلك تأكيداً مني لكلماته .. كان هذا بينما أعبر بقدمي للمرة الأولي عتبة البيت على الرغم من أن عم مجاهد يعمل معنا منذ سنوات ولا أدري لماذا وقتها طالعت بهو المنزل المتخم بالبشر بهذا الاهتمام كأنما أبحث بين الركام عن وجه مفقود بلا فائدة .. كان هذا قبل أن يستقر بصري على الجدار المقابل حيث طالعتني صورة أبيض واسود اصفر ورقها بينما غلفها إطار قديم لعم مجاهد بعكازه الأثير وعلى وجهه ابتسامة فخورة بينما تعانق يده يد الرئيس أنور السادات في زيه الرسمي .. من منا لم يعرف قصتها .. !!
ـ " وسع يا أخينا منك له الدكتور وصل..عاوزين نخلص تصريح الدفن عشان ننتهي .. إحنا ورانا لسه دفنة يا جدعان ..! "
قالها عامل الصحة وهو يدفعني بيده نحو حجرة عم مجاهد المغلقة ..
* * *
ـ " عم مجاهد ده بركتنا كلنا يا دكتور "
قالها وهدان مختص التوظيف وهو يقدم لي عم مجاهد فرفعت عينيا نحو الرجل الذي تقدم نحوي بخطوات مترنحة كبندول مجهد تتقاسمها ساق إنسان وحيدة وعكاز خشبي غليظ .. والعجيب أني لم ألتفت إلى ملامحه للوهلة الأولى .. بل خطف انتباهي هذا العكاز الذي ارتكن عليه الرجل بينما امتدت يده نحوي فصافحته سريعا ولا ريب أن وهدان نفسه قد شعر بما يعتمل في رأسي فبادرني قائلاً :
ـ " عم مجاهد من أبطال الحرب يا بيه .. كل الناس هنا يعرفوه كويس .. "
ثم أكمل بحذق كأنما يحاول أن يحتوي ما قد يتبادر لذهني من رفض قائلاً:
ـ " بعدين ده هيشتغل معانا مؤقتا .. أصل .. "
هنالك تحدث عم مجاهد للمرة الأولى وقد فهم بدوره ما يدور بخلدي
ـ " أصل الرئيس نفسه وعدني أنه هيوفر لي شغل يا بيه "
لفتت عبارته إنتباهي بشدة فاستدرت أطالع ملامحه الودودة للمرة الأولى وهو يتبع بحماس:
ـ " الرئيس السادات نفسه يا بيه وصى عليا المحافظ ووعدني أنه هيشوفلي شغلانة قريب "
وهنا التقط وهدان طرف الحديث من لسانه قائلاً:
ـ " عم مجاهد الرئيس كرمه في احتفالات أكتوبر إللي فاتت باعتباره من أبطال الحرب ووعده أنه هيوفر له شغلانه ياكل منها عيش بس لسه المحافظ مبعتلوش "
وحينما شخص بطرف عينيه نحو ساق الرجل الوحيدة فهمت ما يعنيه لكني لم أجد وقتها ما أقول فاستدرت بدوري نحو عم مجاهد قائلاً:
ـ " أنت عندك ولاد يا عم مجاهد ..؟ "
ردد وقد لانت ملامحه عن ابتسامة:
ـ " عندي علي يا بيه ربنا يحميه "
بادلته الابتسام وأنا أتبع:
ـ " دا عال قوي بس أنت تاخد بالك منه هو و مراتك "
تفجرت في ملامحه ابتسامة من نوع آخر ثم أتبع :
ـ " أم علي تعيش أنت يا بيه "
تنحنحت في حرج:
ـ " تعيش وتفتكر يا عم مجاهد "
ثم استدرت نحو وهدان لأخفي حرجي
ـ " خلاص أنت تشوف إجراءاتك .. من النهارده عم مجاهد معانا .. وإن حب يفضل معانا على طول أهلا بيه"
قلتها وانصرفت بينما شيعني الرجل بدعائه
ياااه .. لكم تدور الأيام سريعاً يا عم مجاهد ..!
* * *
في جوانب الغرفة خافتة الإضاءة كانت الحياة تردد باقتدار عابث أنشودة الموت بينما تعبق رائحته جو الحجرة من حولي
رائحة لا يدركها إلا من قدر له أن يعتادها
وأنا أعتدت هذه الرائحة
اعتدتها في هذا الصمت الذي لا يشوبه ضجيج
وذلك السكون الخال من الحركة
وذلك الجسد المسجى أمامي وقد فارقته الحياة
* * *
ـ " أنت مش ناوي تموت بقي يا عم مجاهد..؟ "
رددها وهدان في وجهه بلا مبالاة من باب المزاح الثقيل في جلسة مازحة
لم تترك الكلمة تأثيرها المتوقع على وجه عم مجاهد الباسم .. بل زادته ابتساماً حتى أني قد تعجبت لذلك قبل أن يقول برضا:
ـ "ربنا يديكوا طولة العمر يا سيادنا "
ثم استأنف بينما يستدير نحو وهدان متنهداً:
ـ " ماأنت لو كنت معانا في الحرب من أول النكسة لحد معبرنا القنال مكانش همك الموت .. الموت كان متبت في رقابنا كلنا كأنه حالف ما يسيبنا .. والمحظوظ بس إللي نفد منه "
ثم صمت برهة عاد بعدها ليقول:
ـ " يووووووه هأقولك إيه ولا إيه .. كانت أيام .. كان ييجي علينا الليل ما نعرفش لو نمنا هنصحى تاني ولا لأ.. ولو جه النهار وصبحنا خمسة ولا ستة ييجي الليل واحنا بالميت إتنين ولا تلاتة .. دا إحنا شفنا أيام ما يعلم بيها غير المولى .. كل صبح يطلع علينا أقول مش هييجي المسا ولو جه المسا أقول مش هيطلع عليّ نهار .. دا حتى مراتي وابني حسبوني مش راجع لهم تاني والولية حسبتني رميت عليها الحمل واتوكلت "
ثم هز رأسه في قلة حيلة قبل أن يتبع بأسى:
ـ " حداشر سنة من قبل النكسة وبعد ما عدينا القنال ولحد ما حبسوني ولاد الكلب في سجونهم .. ولحد الله يعمر بيته الرئيس مرجعني في اتفاقيات الأسرى دي ولا اسمها ايه والله منا عارف.. "
ثم تنهد مرة أخرى حتى شعرت بحرارة زفيره تكاد تحرق وجوهنا قبل أن يعاود الحديث:
ـ " كانت أيام الله لا يعودها ولا يوريها لحد فيكم .. ولا حد يعز عليكوا "قالها ثم استدار بنظره نحو وهدان ليستأنف حديثه:
ـ " وأديك زي ما أنت شايف مسكت في الدنيا زي الشبطة .. وأديني قدامك أهو ومراتي اللي ربنا افتكرها وسابت لي الواد في رقبتي .. الظاهر الدنيا هي اللي طلعت متبتة فيا "
قالها وأطلق ضحكة طويلة فضحكنا له
* * *
بينما كنت أكشف الغطاء عن جسد عم مجاهد النحيل المتخشب وقعت عيناي على صورة ذات إطار مذهب لابنه علي يحتفظ بها بجوار فراشه .
* * *
ـ " الواد يا بيه بقى له أربع أيام ما بياكلش .. من يوم ما عرف إن الكلية اختارت واحد غيره يتعين معيد .. أقوله يا بني دا أنت طول عمرك البريمو يقول اختاروا التاني عشان أبوه أستاذ في الكلية.. طيبت بخطره وقلت له وإيه يعني أستاذ في الكلية ما أنت كمان أبوك مش شوية دا الوزير نفسه يعرفني .. هأروح له وأقوله على اللي جرى وهو هيتصرف "
هززت رأسي في مرارة بينما يتبع:
ـ " الواد زعق في وشي يا بيه .. أول مرة علي يزعق في وشي وقال لي أنت ما تبتش من أيام الوظيفة اللي الرئيس وعدك بيها ؟ "
ثم اختنق صوته وهو يتبع بنبرات مكلومة:
ـ "تصدق زعلت منه يا بيه .. و كله كوم ولما خلع صورتي مع الرئيس السادات الله يرحمه وعايز يكسرها ..!
ولولا أني حلفته بروح الغالية كان عملها .. ومن يوميها وهو قافل علي نفسه باب أوضته ولا راضي ياكل ولا يشرب .. "
ثم انشقت من خلف ملامح الأسى في وجهه ابتسامة طيبة متوسلة وهو يستعطفني قائلاً:
ـ " والنبي تكلمه يا بيه .. هو بيسمع كلامك .. أصلك بتعرف تقول كلام كبير زى كلامه .. إنما أنا قليل الحيلة لا بأرد ولا بأصد معاه .. الواد طول عمره بيتكلم زي الناس الكبار اللي بييجوا في التليفزيون .. وأنت عارفني يا بيه دا أنا حتى مبعرفش أفك الخط .. قوله أبوك مش زعلان منك .. ولا عمره زعل منك .. دا أنت نني عنيه من جوا ... وقوله بس إن أنا صعبان عليا قلة أكله وشربه .. دا أنا مليش غيره .. وإن كان على الشغل .. أنا هأروح للمحافظ وأكيد هيشوف له شغلانة .. وقوله مش هأقول للمحافظ إني من أبطال الحرب .. ولا هجيب له سيرة رجلي إللي اتقطعت .. أنا بس هأقوله إن ابني طول عمره البريمو في الكلية وهو هيجيب له شغلانة على طول .. هما يطولوا واحد زيه .. ها يا بيه قلت إيه .. هتكلمه..؟ "
* * *
امتدت يدي تتفحص جثة عم مجاهد في آلية بحكم العادة .. وعلى الرغم من أن شعور الجميع أمام الموت سواء إلا أنها المرة الأولي التي أرتجف فيها أمام الموت بهذه الصورة حتى أني تراجعت للوراء وحتى أواري هذا التوتر الذي شملني عن عيني موظف الصحة التقطت واحدة من سجائري وأوليته ظهري ثم استدرت باتجاه النافذة و نفثت دخان ثورتي مع دخان السجائر .. وعلي الرغم من ذلك فقد أتاني صوته بادي الأسى قائلاً:
ـ " ربنا يديك طولة العمر يا دكتور .. عم مجاهد أثر فينا كلنا "
وفي آلية وبلا شعور سألته:
ـ " مفيش أخبار لسه عن علي ..؟ "
بعد تنهيدة امتزج فيها الأسى بالنقمة أجاب:
ـ "وهو حد عارف أراضيه من يوم مسافر .. يالله بقى ربنا يسامحه ..! "
* * *
ـ " الصغير بيكبر يا بيه .. والكبير بييجي له يوم ويسيبك .. والواد راسه وألف سيف لازم يسافر .. أقوله هتسيبني لمين..؟ يقول لي مش أحسن ما أقعد جنبك زي البيت الوقف .. ولا عايز تصرف عليا كمان بعد تخرجي .. قلت له يا بني خليها علي الله .. ورب هنا رب هناك .. والمقسوم هييجي لحدك .. سكت و مردش .. المرة دي لا بيرد ولا بيصد .. وأنا مش عايزه يسافر يا بيه .. قلت له يا بني الواحد كبر .. والأعمار بإيد الله .. وأنا مليش إلا أنت .. يرضيك أنام من غير ما أطمن عليك يا علي .. يرضيك ما أشوفش وشك كل يوم الصبح "
سألته كمن يلقي التسائل عن كاهله:ـ "وقال لك إيه..؟ "أجابني بينما يمسح دموعه:
ـ " مردش يا بيه .. سابني وخرج .. الواد اتغير يا بيه .. مش دا علي .. اللي مزعلني إني مش عارف أعمل له إيه ... والنبي يا بيه وحياة ولادك تكلمه تاني .. دا جميل مش هانساهولك "
* * *
كلمات كثيرة ألقيتها على مسامعه ...
عن الانتماء..
عن الوطن ..
و عن أبيه ..
* * *
لم أنس بعد نظرته لي ... ولا كلماته التي أطلقها في وجهي كرصاص ..!
ـ " أما الانتماء .. فقد لفظته كما يلفظ المريض ما يعييه ... لابد لأحدهما أن يقضي على الآخر .. "
ـ " ولا تحدثني عن الوطن فلا وطن ... فبين أنياب الفقر وقواطعه تموت هذه الكلمة ... وتدفن في دروب الاحتياج ... و في النهاية تدهمها الأقدام في الزحام ...! "
ـ " أي وطن لمن أمضى حياته في حلم سلبه الوطن .. أي وطن لمن بذل أبوه فيه عمره وساقه بلا مقابل ..! "
ـ " وأما أبي فقد أصبحنا مرادفين لكلمة واحدة في أقصوصة الوطن الذي تزعمه .. أصبحنا ككل الناس .. نفس الحكاية .. حكاية الطيور الصغيرة التي تشارك الجوارح عيشتها .. طيور لا عش لها .. ولا تعرف كيف تبني العش .. ولو عثرت عليه لبعثرت قشه .. إنها طيور لا تعرف لها مستقراً .. فلا كيف ولا أين تبقى .. ولا أين تحلق .. إنها حكاية رعب دائم .. ومطاردة أبدية .. ولو مع الذات "
* * *
وسافر علي ...
سافر بلا انتماء ..
لــلا وطن ..
وحيث لا أب له ..
سافر لأنه لا أنا ولا غيري ملك وقتها ما يقال ..!
* * *
وكما احتوت الغربة علي هناك غرق أبوه في بحارها هنا ..!
* * *
لم أجرؤ على فتح النافذة فدهمت عقب السيجارة بقدمي .. واستدرت مرة أخرى نحو الجسد المنهك الذي قدر له أن يستريح أخيراً
* * *
ـ " مفيش أخبار عن ابنك يا عم مجاهد ..؟ "
قلتها في آلية من لا يجد ما يقول من بين شفتين أرهقهما الزمن أتتني إجابته
ـ " بيبعت لي كل شهر جواب .. ادعيله يا بيه ربنا يخليلك عيالك ومتشوف فيهم حاجة وحشة "
* * *
ـ " مفيش أخبار عن علي يا عم مجاهد ..؟ "
شرد طويلاً .. وبدا كمن تسيطر على عقله غمامة قاتمة
ـ " فين وفين على ما يفتكرني بجواب يا بيه .. ربنا يرد غيبتك يا ابني قادر يا كريم "
* * *
ـ " إيه أخبار ابنك يا عم مجاهد..؟ "
هذه المرة دحر الصمت مقدرته على الكلام .. ثم استدار يجر نفسه وقدمه الوحيدة ومضى ..
كانت المرة الأخيرة التي أراك فيها يا عم مجاهد ...!!
* * *
ـ " معلش يا دكتور .. أنت عارف إن الوقت ضيق والناس عاوزين يشيعوا الجنازة عشان كل واحد يشوف مصالحه "
قالها موظف الصحة وهو يمد يده نحوي بالقلم بينما تشبثت يده الأخرى بدفتر تصاريح الدفن فتناولته منه بلا حيلة ..
خانات فارغة ملأتها بآلية من اعتاد هذا العمل .. ثم وقفت عيناي عند خانة فارغة تصدرتها عبارة سبب الوفاة..!!
* * *
ـ " الرئيس نفسه وعدني أنه هيوفر لي شغل يا بيه ... "
ـ " كان بييجي علينا الليل ما نعرفش لو نمنا هنصحي تاني ولا لأ.. ولو جه النهار وصبحنا خمسة ولا ستة ييجي الليل وإحنا بالميت إتنين ولا تلاتة ... "
ـ " الواد يا بيه بقي له اربع أيام ما بياكلش ... "
ـ " أنا بس هأقوله إن ابني طول عمره البريمو في الكلية وهو هيجيب له شغلانة على طول .. هما يطولوا واحد زيه ... "
ـ " أصبحنا مرادفين لكلمة واحدة في أقصوصة الوطن الذي تزعمه ... "
ـ " ربنا يرد غيبتك يا ابني قادر يا كريم ... "
* * *
لمحت بطرف عيني صورة علي بجانب الفراش .. وارتسمت في مخيلتي صورة أبيض وأسود بإطار قديم يتصدرها رجل بعكاز .. ثم جرت يدي بالقلم سريعا في الخانة الفارغة كأنما أفرغ عن كاهلي ثقلاً هائلاً بعبارة جافة اعتدتها .... لا جـــريمة ..!!



تمت

بالطبع لا اسئلكم عن رايكم إن كانت جميلة و مبدعة ام لا ... فهذا شئ مفروغ منه
بل ما رأيكم ...؟؟؟ هل فعلا لا جريمة ؟؟؟
مدونة صديقي الرائع و مؤلف هذه القصة البديعة محمد الدسوقي ... الدكتور محمد الدسوقي

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

انا قتلت ابني !!!


شد اخر نفس من الحجر المرصوص امامه بعناية ليتدفق الدخان داخل صدره و ينتشر في دمه و في اقل من جزء من الثانية كانت تلك اللسعة اللذيذة تصيب مخه و تدور الدنيا به ..
برفق وضع الكنشة علي الصخرة التي امامه و تناول من جانبها كوب الشاي ليأخذ رشفة منه ..
(( حتي ولاد الناس ميعرفوش يشوفوا منظر زي دة وهما عاملين دماغ ))

قالها ذلك الجالس بجانبه و هو ينظر إلي الجبل و إلي ما يطل عليه الجبل خصوصا و ان ضوء القمر صنع منظرا مهيبا علي صخور الجبل و البيوت المترامية امامه يسكنها الصمت و الظلام ... و الفقر ...

لم يجيب عليه لم يكن مفعول المخدر الذي يتعاطاه يجعله يتكلم مثل اقرانه بل يشرد طوال الوقت ...

(( ياعني احنا ياعني إللي ولاد كلب يا بيبو )) قالها اخر وهو يرشف من شايه هو الأخر

يتمني لو يغلق اذنه الأن حتي لا يسمع هذا الكلام المكرر و يتأمل وهو في هذه الحالة شروق الشمس علي تلك البيوت وسط هذه الصخور الصفراء ...
(( ده هما إللي ولاد حرام يا صاحبي ... لسة النهاردة مثبتن عيلين منهم الواد كان شايل حتة موبيل ... تقولش كومبيوتر... اه و النعمة الواد مرسي قالي وهو بيشتريه مني دة مش بيتباع هنا ... اكيد الواد دة جايبه من السعودية ))

(( طاب مجبتوش معاك ليه قبل ما تبيعه اشوفه كان يمكن اشتريه منك ))

دائما يشرب لينسي و عندما يشرب يجد نفسه يتذكر كل شئ و كيف ان ابنه نائم الأن دون سحور و انها تنتظره لترمقه نظرة عتاب علي ما يفعله بدلا من توفير اي شئ لهم و لكنها لا تجروء ابدا علي قول شئ ... هذا لأنها تدرك كل شئ ...
(( تشتريه مين يا ... امك دة لو مشيت بيه يا معـ .... تتمسك ))

كانت اغبي حركة فعلها طوال حياته ان تزوج و انجب ... لطالما ظن ان الموضوع سيكون اسهل لأنها منه و من نفس طينته ... و لكن عندما اتي الأبن تغير كل شئ ... ادرك ان تلك الرمال التي اعتاد عليها و لم يشعر بعفرتها قد دفنته ..

(( يا بيبو لم نفسك و متشمتش حد الفجر حيأذن في اي وقت و نبتدي صيامنا ))

(( استغفر الله العظيم ))

منذ اول مرة غرز نصل مديته في صدر تلك الفتاة ليخلع عنها كل ذهبها و بثمنه احضر اللحمة ليتذوقها ابنه لأول مرة بدء يشك في وجود إله

(( لسة فاتحين مطعم جديد فوق بس ايه من النوع الغالي ... حيجيب رجل حلوة جمب المكان و شباب بقا و عربيات حيبقوا محتاجين حد يظبطلهم حشيش ))

(( هو صاحبك ليه يا بيبو ساكت علي طول كدة هو كل مايشرب معانا ينام ))

انطلقوا في حالة ضحك هيستيرية بينما تجاهل هو ما قيل و نظر للسماء و رغما عنه ردد بداخله سبة للدين و للحياة التي يعيشها ...
(( جري ايه يا خالد ... ماتحضر معانا الكلام ))
ادار راسه لهم و تطلع إليهم ...
(( ما تقولنا عملت ايه في الواد بتاع الفرش إللي في القلعة إللي أخد منك الـ 20 جنيه و مرجعهمش ))
الكلام يأتي ثقيلا من فمه وهو في هذه الحالة لكنه قال ببرود
(( فرشه جابلي فوق العشرين جنيه 100 جنيه لما بعتهم ))
(( انت اخدت منه الفرش ))
(( و خليته ميقفش تاني هناك ))
اطلقوا جميعهم ضحكة عالية مجلجلة بينما قال احدهم

(( و الله حرام عليك ... تقبلهم إزاي علي نفسك دة برضه في النهاية اكل عيشه ورزقه كنت تعور امه و خلاص ))

قال بيبو وهو يلقي بما تبقا من تفل الشاي علي رمال الجبل
(( ملعون ابوه بن كلب مش عمل فيها دكر و بدد علي العشرين جنيه يستاهل .. حلال إللي حصل فيه ))
نهض و توجه إلي الحافة يلقي نظرة علي منزله المرمي في نهاية الصدع ملتصق بالجبل من الناحية الأخري

(( ملعون ابو الدنيا علي اي كلب معاه يأكل عياله و انا لأ ))

اطلق بيبو ضحكة كبيرة وهو يقول

(( محضرتوش خالد من يومين لما كنت معاه في شارع القصر العيني كنا بنبيع طبق فاكينه .. حتة بت موزة كانت معدية و نص صدرها مكشوف و رايحة تركب عربيتها في ثانية ماكنتش لاقي خالد جمبي و الثانية إللي بعديها كان البادي بتاعها دة حتتين وهي في قلب الشارع و خالد كان وصل الزمالك اساسا ))

(( ماحدش جري و راه ))


(( مين يجري وراه ياعم كله كان عمال يتفرج ))



لابد انها ايقظت الفتي الأن ليشرب شربة ماء من الزير قبل الفجر و ينام مرة اخري لكنه متأكد ان الفتي لا يصوم و ان السجاير اسفل المخدة جاهزة لأصطباحته ... لم يجروء يوما علي ان يفطر في رمضان رغم انه لم يركع منذ عقود اي ركعة ... تري ماذا سيكون هذا الفتي عندما يكبر ...

(( يخرب عقلك يا خالد انت حايح للدرجة دي ))

رد بيبو وهو يلم الكنشة ويضعها في الكيسة بعد ان انتهي استعمالها

(( دة إللي انا قولتهوله لما شفته لقيته ماسك في ايده السلسلة بتاعتها ))

تناول خالد حجر من الأرض بينما انطلق الجميع في الضحك مرة اخري

(( السلسلة هلي إللي طلعت في ايديا ))

ثم قذف الحجر نحو منزله بعيدا اخذ يراقب الحجر وهو يهبط ويهبط ويهبط و بداخله كانت هناك سبة اخري لدين حياته و البلد و الناس و الفلوس ...
وقبل ان يسقط الحجر ... قبل ان يضع بيبو الكنشة في الكيسة ... قبل ان يكتمل السباب بداخله ... كان صوت الطرقعة اكبر ليصم اذانهم حتي انه لم يسمع صوته الداخلي ...
و كما لو انها سبة من الدنيا له لترد حقها راي مصدر الطرقعة الفظيعة و الجبل ينقسم قسمين و يهبط علي المنازل صانعا عاصفة ترابية مهولة ...
استمرت الضوضاء و لم يعد بإمكانه رؤية البيوت او الجبل من الغبار ...

في البداية القي اللوم علي السطلان الذي اصبح يهيئ له اشياء غريبة ... لكنه بدء يدرك انه لا يوجد اي نوع من المخدرات هلوساته واقعية إلي هذه الدرجة راي الجميع يهرولون تاركينه نحو العاصفة الترابية ليختفوا بداخلها ...

لم يعد يري بيته بل مكانه و عشرات البيوت من حوله صخرة ضخمة بحجم كل تلك البيوت بل ضعفهم ...
وجد نفسه يهوي علي الأرض و اقدامه لا تحتمل حمل وزنه اغرق وجه في التراب وهو يصرخ ...

انا قتلت ابني .... انا قتلت ابني ...

الأحد، 7 سبتمبر 2008

Bat Man Vs Joker : The Dark Night



لا يفهم كثيرون تنوع السينما الأمريكية ...


تنوع السينما الأمريكية ليس له علاقة بتنوع الأذواق ... قد يتذوق شخص الأفلام الدرامية ... و قد يتذوق شخص الأفلام الكوميدية ... و قد يتذوق شخص الأفلام الأكشن ... قد يشدني في الفيلم الجوانب الأنسانية ... و يشد في شخص اخر مشاهد الأكشن ... و شخص اخر المشاهد الكوميدية ... هذا اسمه تنوع الأذواق ...


لكن عند التحدث عن تنوع السينما الأمريكية نتحدث عن انواع و الوان في فن السينما ... و كيف تخلق فن خاص بفن الكوميديا ... وفن خاص بفن افلام الرعب ... و فن خاص بافلام الأكشن ...


هناك من يتذوق نوع معين و يبحث في الأفلام عن شئ معين يعبجه و يناسب ذوقه ...

و هناك من يبحث عن السينما و فنها و جمالها ايا كان نوع الفيلم الذي يقدم ...

مقدمة طويلة و قد يبدوا ان لا علاقة لها بالفيلم الذي انا بصدد التحدث عنه the dark night هذا الفيلم الذي يعتبر بكورة اعمال كرستوفر نولان المخرج العالمي العبقري صاحب الروائع Memento , Insomnia ,The Prestige افلام مسجلة في تاريخ السينما كذلك طبعا فيلم Batman Begins ... إذا هذا سبب قوي لنشاهد الفيلم ...

الفيلم يحتوي علي كاست محترم جدا بدء من كريستن بالي , هيث ليدجر ( في اخر اعماله قبل وفاته المفاجأة ) , مايكل كين , جاري اولد مان , مورجن فريمن ... حتي ان انتوني مايكل هال يظهر كضيف شرف خلال احداث الفيلم و هو بطل احد اشهر المسلسلات التي اقتبست من رواية لستيفن كينج المنطقة الميتة او "The Dead Zone" و إريك روبرتس نجم الأكشن في فترة من الفترات و William Fichtner صاحب الدور الكبير في الموسم الثاني من "Prison Break" المحقق الكسندر ماهوني ...

إذا هذا كله يؤكد اننا امام علامة فارقة و فيلم مهم في تاريخ السينما العالمية ...

نزل الفيلم دور العرض الأمريكية فجأة هدد عرش فيلم التيتانك من حيث الأيرادات و احتل المركز الثاني من بعده كأكثر فيلم حقق إيرادات في تاريخ السينما بعد التيتانيك و لازال بإمكانه ضرب الرقم القياسي و الحصول علي المركز الأول ...

كل هذا يدعونا لأن نقول هناك تحفة فنية قادمة ...

ثم بدء عرض الفيلم في مصر ... لتأتي ردود الأفعال ما بين منبهرة ... و بين خائبي الأمل علي اساس انه فيلم سوبر هيرو عادي جدا و ليس المفاجأة التي كانوا يتوقعوها ...

هنا نتوقف و نقول هذا هو الفرق بين التنوع في الفن ... و التنوع في الأذواق ... قد يكون ذوقك يجعلك تهتم بافلام اكثر درامية لتعتبرها اكثر عمقا ... لكن هذا لا يمنع انك امام تحفة فنية حقيقية ... تحفة كسرت العديد من تابوهات السينما الأمريكية ...

لمشاهد عادي قد يراه مجرد فيلم اكشن و بعض المغامرات ... لكن لأي عاشق لفن السينما عموما سيدرك عما نتحدث عنه و عن عبقرية نولان في هذا الفيلم ...

لهذا سنعود و نتحدث اولا عن افلام السوبر هيرو في السينما الأمريكية ( سوبر مان , بات مان , سبايدر مان ) و هناك غيرهم و لكنهم الأشهر ... لطالما كانت افلام السوبر هيرو هي افلام كوميكسات تعتمد علي الجرافيك و مشاهد الأثارة و الأكشن بين البطل الخارق و عدوه و كيف يمكن لسوبر مان ان يحمل عمارة و يحارب علي سطح القمر و كيف يستطيع سبايدر مان ان ينقذ قطار مسرع بخيوط العنكبوت و كيف ان التكنلوجيا يمكن ان تخرج بات مان من اي موقف يمر به حتي ان لو دخلت ذبابة إلي انفه لديه جهاز يخرجها في الحال هذا غير الجو الكئيب الذي تحلي به الجزء الأول و الثاني من سلسلة بات مان الأولي ...



هنا نولن حول شخصية سوبر هيرو مثل بات مان ليس لشخصية اسطورية و انما بطل فيلم اكشن عادي و كان هذا اول كسر لتابوه افلام السوبر هيرو فمنذ البداية و بات مان يعاني من عيوب في بذلته و يطلب من مستشاره تحديثها ... عندها نصبح امام فيلم اكشن طبيعي و ليس فيلم يستعرض امكانيات الجرافيك العالية ... إذا فإن كريستوفر نولان قدم لك فيلم اكشن في قالب جديد وهو رجل اعمال يرتدي بذلة مساء علي هيئة وطواط و يحارب الجريمة ... ليست جريمة ان ينقذ امرأة من الأغتصاب او يمنع سرقة بنك ... و انما يوقع برءوس المافيا في مدينة جوثام سيتي عن طريق كشف البنوك التي تقوم بغسل اموالهم و إحضار المحاسب الصيني صاحب اكبر شركة في هونج كونج الذي يقوم بتوظيف اموالهم فهو دخل في عملية تطهير علي مجال اوسع و اكبر ... و اخطر ...

ليظهر علي الجانب الأخر شخصية الجوكر ... هذا الرجل المختل ... صاحب تلك الندوب علي وجهه علي شكل ابتسامة و يخفي وجهه بمساحيق التجميل علي هيئة الجوكر ... الشر الخالص و الجنون الخطر و العقل الأجرامي الجهنمي الداهية الذي لا تستطيع سوي ان تصفق اعجابا علي خطورته و افكاره التي لا تتعلق بوضع ديناميت في اتوبيس لطلب الفدية او يخترع جهاز ليدمر العالم ... بل عقلية إجرامية واقعية ايضا ... خطرة جدا ايضا ... يعلن انه علي استعداد ان يساعد المافيا للأيقاع بالرجل الذي يحطم اعمالهم و نفوذهم و اموالهم ... الرجل الوطواط ...


اداء اسطوري لهيث لديجر لن اقول يتفوق علي جاك نيكلسون في السلسلة القديمة و لكنه اعمق و اخطر من حيث الكتابة و لكن الأداء متساوي إلي حد كبير في الحقيقة وهو اداء اسطوري من الأثنين ليسجل اخر اعماله قبل وفاته تحفة فنية من حيث الكتابة و الأداء الأسطوري و دور سيخلد في تاريخ السينما ...


كسر نولان في هذا الفيلم تابوه افلام السوبر هيرو ... ثم كسر تابوه الأفلام الأكشن عموما ... و قدم الشر لمجرد الشر بصورة جديدة و مرعبة تحبس الأنفاس ... متغلب ايضا علي العيوب الفنتازية و الكئيبة لأفلام الرجل الوطواط الأولي و التي كسرها فعلا في الجزء الأول بجانب الحفاظ علي جانب التشويق و الأثارة لدرجة تشعر انك تشاهد فيلم من جزئين لا جزء واحد من كثرة احداثه المتلاحقة الكثيرة رسم رائع لكل شخصية دون التعجل في ظهور اي شخصية قبل الخري المهم ان يكون رسم البعد الكامل لها مثل شخصية ذو الوجهين الذي بعد ان عرفنا عليه و جعلنا نتعاطف معه و نفهم الرمز الذي يمثله يحوله في اخر ربع ساعة من الفيلم ليزداد الفيلم اثارة و تشويقا في نهايته ...

هذا الفيلم يتعبر نقلة لأفلام الأكشن و السوبر هيرو ...

تحفة جديدة لنوعية من الأفلام تفرد مساحة للأثارة و الأكشن بقدر متوازي للجوانب النفسية للشخصيات فلا توجد مساحة لشئ تطغي علي الأخري و تشاهد في النهاية صورة متكاملة لفيلم الأكشن الذي يقطع الأنفاس ...

اسف علي الأزعاج ...( بعيدا عن نقد الفيلم و لكن عن فكرة الأقتباس و السرقة و التمصير )


تداولت المقالات النقدية في الصحف تحليل غريب لأسم الفيلم (( نأسف علي الأزعاج )) ان طاقم الفيلم يقدم هذه الرسالة لجميع الكومادينات في السينما المصرية ...

يقولون لهم نأسف علي الأزعاج ... و لكننا نقدم فيلما جديدا ...

بالطبع انتشرت الأقاويل ان الفيلم مقتبس من عدة افلام اجنبية و اصبحت هناك لستة بالأفلام التي تشبه هذا الفيلم في السينما الغربية و هناك من ينقبون في السينما الهندية و الموزمبقية ...


الفيلم لا ينافس عمق فيلم مثل عقل جميل ... و لا يضاهي التمثيل في نادي القتال و لا يكافئ أخراج فيلم مثل الحاسة السادسة ... إلي اخره من الأفلام الأجنبية التي احتوت علي مفاجأة في النهاية تخص رؤية الأموات او انفصام في الشخصية لأنها تيمة مكررة جدا جدا جدا جدا و ستكرر كثيرا و كثيرا و كثيرا ...

حتي السينما الأمريكية تقتبس من السينما الكورية و الأنجليزية و الصينية الم تنسوا جودزيلا ... و ذي جرادج ... بالطبع كلنا نعشق الفكرة الجديدة المبتكرة ... لكن كذلك يجب ان نعترف بصعوبتها ... و انها من الصعب ان تتوافر بجميع الأفلام ... و يمكن ان احضر لستة بافلام مصرية ابيض و اسود من ايام الكفار نفس فكرتها نفذت في التسعينات و الألفية الجديدة باستديوهات هوليود انا لسة شايف فيلم امبارح علي قناة mbc2 مشابه تماما لفيلم سعد عبد الوهاب إللي كان بيغني فيه الدنيا ريشة في هوا و معاه احمد رمزي ...

من الممكن ان تكون الفكرة مكررة لكن طريقة عرضها و صياغتها مختلفة... اليست فكرة البطل الفاقد للذاكرة مكررة و لكن رائعة مات ديموت في ثلاثية بورن التي جسدها ببراعة خير دليل علي صحة المبدأ ... هنا التجديد حتي ولو كان في اعادة صياغة فكرة قديمة او مكررة

فيلم ايام ليجند لويل سميث ... اليس من المفترض انه خارج من نفس مدرسة الموتي الأحياء التي ياتي من بعدها ريزدنت إيفل و تاون اوف ذا ديد و 28 داي افتر ... إلخ ...

لكن الأسلوب و طريقة العرض ...

فلماذا نحرمها علينا كما لو ان لدينا تاريخ مشرف من الأفكار الجديدة التي قدمناها للسينما العالمية و يجب الا نتنازل عن المرتبة التي وصلنا إليها ...

اليس يوجد فيلم لأميتابتشان و شاروخان يشبه إلي حد كبير فيلم الخطايا بتاع عماد حمدي و عبد الحليم ...

هناك التمصير ... لا أحبه و لكنه يمكن ان ياتي بشئ لذيذ و ممتع

و هناك الأقتباس وهو مقبول إذا كان في حدود معينة ...

و هناك تكرار فكرة ما لكن باسلوب و قصة مختلفة تماما و هذا شئ معروف و مقبول في العالم كله نظرا لصعوبة الفكرة الجديدة اللانج الأن ...

كذلك يحسب لأحمد حلمي الذي يغامر باسمه و نجوميته التي صنعها و يقدم سينما مختلفة منذ فيلم كدة رضا ... مع اني اعتبر ان فيلم كدة رضا يعتبر إلي حدا ما افضل كمقومات فيلم من ناسف علي الأزعاج ... لكن هذا لا يمنع انها تجربة جديدة مطلوبة و جرأة فنية من فنان يثبت اقدامه في طريق النجومية و يحترم نفسه فيلما بعد فيلم و يمنحني الثقة ان فيلمه القادم سيحمل مفاجأة اخري مثل كدة رضا و ناسف علي الأزعاج و ان هناك فيلم جيد اخر قادم بعيدا عن جرعة الكوميديا فيه او فكرته مكررة ام لا ,,,

السبت، 6 سبتمبر 2008

وحشتيني ...


حبيبتي ...
قبل اي تحية و اي سلام ... قبل ان اسئل عن اخبارك و احوالك ... اسمحي لي ان ادخل في صلب رسالتي لكي علي الفور ...
وحشتيني ...

افتقدك بشدة ... افتقدك و افتقد تلك الأيام التي شعرت فيها بأمان سئمت الوحدة سئمت حديثي لنفسي سئمت بعدك عني ... هل تفتقدين تلك الأيام مثلي ؟ هل تخلوا مع نفسك و تتذكر بعض من ذكرياتنا ؟ هل ترتسم علي شفاهك ابتسامة كلما تذكرتي دعباتي لكي ؟ ألا تفتقديني ؟ ارهقت و تعبت من الصبر ... وصدري ان من الهروب من الحقيقة التي يحاول قلبي ان يخفيها ... وحشتيني منذ اول لحظة مرت بي بعد ان تركتيني ... لم اعد اشعر بانسانيتي و ادميتي ... اصبحت كقطعة حجر تتقاذفها الأمواج مستسلمة ... تحتاج لمن يحملها مرة اخري ... يمنحها من قوته ... يلهمها صبرا ... تسانده عند ضعفه ... و تحتفي به عند نصره ...
وحشتيني ...
قضاء وقت ممتع معا ... تستمعي لي و اسمتع إليكي ... ابتسم لكي ... و تبتسمي لي ... انظر إليكي ... و تنظري لي ... كم افتقد عيونك ... اتسائل هل سأسمع صوتك في يوم من الأيام مرة أخري ... لن اعاتبك علي الفراق ... لن اتسائل امامك كيف ان اكثر انسان ساندني و منحني الثقة هو نفس الأنسان الذي سلب مني كل ما تبقي في قلبي من نبضات ...
لن اعتابك اتعرفين لماذا ؟؟؟
لأنك وحشتيني ...
ليس ذلك الأنسان الذي تركني وحيدا وسط الشوارع و الغربة ... ولكن ذلك الأنسان الذي انتشلني من ظلامي و اعاد لقلبي الحياة ...
هذه حبيبتي صرخة مني ... اقول فيها وحشتيني ...
لا اعلم هل ستصل لكي ..؟؟ ام سيتوه صداها بين الاف ندائات العاشقين المجروحين ...
وحشتيني حبيبتي ...
حبيبتي التي لم اقابلها بعد ...
وحشتيني ...

الجمعة، 5 سبتمبر 2008

كلاكيت البحر اول مرة ...


البحر شتاء 2008 في تواجد العزيزان تامر فتحي و عبد السميع ...
اعذروني علي اي تعليق لأي صورة ...
فقط اتركها و اعرضها عليكم ...
طبعا الصور من تصوير العبد لله مش محتاجة تنويه
ملحوظة صغنونة دي الدفعة الأولة لسة في الدفعة التانية