إحنا جيلنا يا يونس زي ورق الخريف ...عارف ايه هو ورق الخريف ؟؟؟ هو ورق الشجر إللي بيذبل من البرد و المطر و التراب ...ويقع من علي الشجرة وحيد ميت ... مكسور و مع اي لمسة الكسر بيحوله لتراب ...تراب بيرميه الريح لكل مكان

الخميس، 18 مارس 2010

اليوم إسكندرية ... سأركب الترام ... و أودعك وحيدا


21 عام ...
21 عام بيننا ..
طفولة ..
دراسة ...
مراهقة ...
كلية ...
بلوغ ...
نضج ...
حزن ... ألم ... أصدقاء ...

21 عام قضيتهم داخل أسوارك ... مأسور بجنتك .. لكن أحلامي و أفراحي تأبي أن ترقد داخل أحضانك ... لمست فيكي كل الشوارع ... و كل المعاني ... و كل الناس ... الأن إسكندرية لن أتخطي فيكي شارع إلا و إذا كان لي وسط أحضانه ذكري ... و في كل ناصية ... وجه أعرفه ... بيننا يا إسكندرية قصة حب ثائرة كبحرك في الشتاء ... ميتة كبحرك في موسم جذر ... حزينة كقطرات دموعك عند الشتاء ... صاخبة كزوارك في الصيف ...

قصة ستنتهي حبيبتي بالفراق ... و الرحيل ...
اليوم أنا لكي مغادر ..
راحل ..

مودع سمائك و بحرك ... سحابك و أرضك ... هوائك ... رائحة الملح ... نسيمك ... عبيرك ... ذكرياتي ...

اليوم أنا راحل ...
بإحزاني ...

لكن إسمحيلي يا إسكندرية ان أقولها قبل رحيلي ...
و أن أعني كل حرف و كلمة ستخرج من صدري لتطبع كحروف أمامك ...

أنا راحل يا إسكندرية و لكن القلب ليس صافي ... و النفوس غير راضية ...
راحل و أنا غاضب ... غضب اليحر في نوة يسعي فيها أن يلمسك بأمواجه ليهوي عليكي معاقبا ... فتتفتت أمواجه علي صخورك ليعود منحسرا خاسرا مكسورا ...

راحل أعاتبك ... قلبي يبكي منك و علي فارقك ... يطردك من أمام أعينه و يغمضها ليحافظ علي صورتك داخلها ...

يقول غاضبا ... أحبك ... أكرهك ...

طبعتي أسمك و ذكرياتك بداخل قلبي ...
بلمسة كالصخر ...
الصخر الذي فصل مدينتك عن بحرك كأسوار ... و عازل بين أحلامنا ... و دروبك و شوارعك ...

و أنا راحل ... لأني سئمت تلك الألام ...

و تبت عن تلك الأيام ...

اليوم يا إسكندرية ...
سأودعك ...
وحيدا ...
سأجوب شوارعك للمرة الأخيرة ...
القي نظرة أخيرة علي أرصفتك و محلاتك و مبانيكي ... و ذكرياتي ...

سأركب الترام وحيدا ... لأستعيد حياتي بأكملها التي كلما أسرعت ... حتي توقفت في إحدي المحطات ... لتحمل في كل محطة ذكري دائمة ...

سأركب القطار ... ينطلق بي مسرعا ... يخبرني كم أنتي برغم صغرك ... كبيرة ... خطيرة ... و أتذكر مغامراتي ... و صولاتي و جولاتي ...

سأسير علي بحرك ... و ألمس أسوارك ... أخبرها كم كنت أتمني أن أتخطاها ...

سأجوب في شوارعك هائما ... وحيدا ... حزينا ...

و هل تعلمين ؟؟؟ هل تعلمين أن تلك اللمسة التي أنتظرها لتلمسني من الخلف ... أتية من الماضي ... علي ظهري ... حنونة و رقيقة ... تقول لي إبقي ..
لن تأتي ... لن تأتي منك يا إسكندرية ... لقد إنتظرتها طويلا ... طويلا أكثر مما يجب لكي أفهم أنها لن تأتي ...

عذرا يا إسكندرية ... لن أتوقف عن السير الأن ... و سأبقي هائما ...

حتي أصل إلي نهاية هذا المشوار ... علي أبوابك ...

و أرحل ...

إسكندرية ...

حبيبتي ...

أمي ...

أيها البحر الثائر المجنون الحزين القوي المكسور ...

وداعا ...

: (